الثلاثاء، 7 أغسطس 2007

صلاة الجماعة

صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين، كما دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" أخرجه البخاري ومسلم, وفي رواية لمسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناسا في بعض الصلوات فقال: "لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس, ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها, فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم, ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء", والحديث يدل على أن صلاة الجماعة على الرجال فرض عين، فلو كانت مستحبة وليست واجبة لما هم النبي صلى الله عليه وسلم بتعزيرالمتخلفين، ولو كانت صلاة الجماعة فرض كفاية لاكتفى صلى الله عليه وسلم بمن شهدوا الصلاة.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان, فعليكم بالجماعة, فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
وعن عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلايمني, فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: "أتسمع النداء؟" قال: نعم قال: "ما أجد لك رخصة" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه, وفي رواية لأحمد عنه أيضا "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة, فقال: "إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه" فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا, ولا أقدر على قائد كل ساعة, أيسعني أن أصلي في بيتي؟ قال: "أتسمع الإقامة؟" قال نعم قال: "فائتها".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له يصلي في بيته, فرخص له فلما ولى دعاه, فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟" قال نعم قال: "فأجب" رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن, فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى, وإنهن من سنن الهدى, ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم, ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم, وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة, ويحط عنه بها سيئة, ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق, ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف", وفي رواية: "لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق, قد علم نفاقه أو مريض, إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة, وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى, وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه" رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن" رواه البزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه.

أثر الصلاة في المجتمع

إن للخشوع والإخلاص وقراءة القرآن والذكر والدعاء الأثر الكبير في شفاء القلب وصلاحه وزيادة إيمانه مما يباعد بينه وبين المنكرات وينهاه عن الاقتراب منها, والصلاة متضمنة لهذه العبادات وغيرها فهي من أعظم ما ينهى العباد عن ارتكاب المحرمات, والمجتمع الذي تقام فيه الصلاة، أبعد عن المنكرات والذنوب من المجتمعات التي لا تحافظ على إقامة الصلاة كما يجب عليها, وقد قال الله تبارك وتعالى: {ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}، فبين الله تعالى أن في الصلاة يتحقق أمران, أولهما: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, وثانيهما: ذكر الله تعالى, وهو أعظم من الأول، وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} يقول "في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله".
وأمر الله تعالى عباده بالاستعانة على أمر دينهم ودنياهم بالصبر والصلاة، فقال تعالى: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ}، وقد أخرج وابن جرير وغيره عن ابن عباس " أنه نعي إليه أخوه قثم وهو في مسير فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته، وهو يقول: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ}".
وأخرج أبوداود وغيره عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة "، وأخرج ابن المبارك في الزهد وغيره عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " إنا وجدنا خير عيشنا بالصبر ". وقال تبارك وتعالى: {إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ. ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ}, فولاة الأمر الذين يسعون لإقامة دولة الإسلام وإصلاح الناس وتزكيتهم،يجب أن يعتنوا عناية كبيرة في أمر الصلاة، فإنها من أعظم ماينهى الناس عن المعاصي ويصلح المجتمعات، وأن يعلموا الناس كيفية الصلاة وما يتعلق بها من أحكام،وأن يجتهدوا في بناء المساجد،وأن يعينوا الأئمة العدول الذين يؤمون الناس في الجمع والجماعات.

أهمية الصلاة وكيفيتها

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين, وهي عمود الإسلام، وهي أهم ما يدعى إليه الناس بعد توحيد الله تعالى, وقد قال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "رأْسُ الأمْرِ الإسْلامُ، وعَمُودُهُ الصَّلاةُ, وذروةُ سنامِهِ الجِهَادُ" رواه الترمذي.
وعن مُعاذٍ رضي اللَّه عنه قال: بعَثَنِي رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال: "إنَّكَ تَأْتِي قوْماً مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب، فادْعُهُمْ إِلَى شََهَادة أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّه، وأَنِّي رسول اللَّه، فإِنْ هُمْ أَطاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمهُمْ أَنَّ اللَّه قَدِ افْترضَ علَيْهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يومٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فَأَعلِمْهُمْ أَنَّ اللَّه قَدِ افْتَرَضَ عَلَيهمْ صدَقَةً تُؤْخذُ مِنْ أَغنيائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرائهم، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ فَإِيَّاكَ وكَرائِمَ أَمْوالِهم, واتَّقِ دعْوةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْس بينها وبيْنَ اللَّه حِجَابٌ" متفقٌ عليه.
وهي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه الطبراني في الأوسط.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ترك الصلاة فقد كفر, فقال صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أبو داود والنسائي والترمذي وأحمد.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "من ترك الصلاة فلا دين له" رواه محمد بن نصر.وعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " رواه الترمذي. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال " لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له " رواه ابن عبد البر
وغيره موقوفا.
وهذا رابط لكيفية الصلاة

جبجات قرية من قرى الريف في جبال ظفار الشماء تجمع بين الطقس البارد شتاء والجو الماطر المنعش صيفا، ويسكن هذه القرية عدة قبائل يسود بينها المحبة والإخاء والتعاون في جميع الظروف كسائر قرى ومدن ظفار، أسأل الله العلي القدير أن يجعل من هذا العمل المتواضع النفع لمجتمعنا الواعد
والسلام عليكم